المفهوم الخاطيء للتنمية البشرية، تكلفته باهضة!

يعتقد الكثير من العراقيين وغيرهم من الناطقين بالعربية -خطأً- أن التنمية البشرية ما هي إلّا جلسات التحفيز Motivation و كتب المساعدة الذاتي Self help books ، ومصدر الفهم الخاطيء هذا أن المشتغلين بمجال التحفيز سموا أنفسهم أخصائيو تنمية بشرية قبل أن يدخل مفهوم التنمية المرادف لـ Human Development إلى اللغة العربية.

بداية يمكن تلخيص التنمية البشرية على أنها مجموعة من الاجراءات والعمليات التي تهدف الى جعل حياة المجتمع الانساني أفضل، وهذا يشمل القضاء على الفقر وتحسين الحالة المعيشية للأفراد، وتشمل تعليماً جيداً وبيئة نظيفة ومصادر طاقة طبيعية مستدامة.

تمت صياغة مبدأ التنمية البشرية في الثمانينيات على يد الإقتصادي محبوب الحق ، وقد صدر عن الامم المتحدة أول تقرير عن حالة التنمية البشرية في سنة 1990، ومن ذلك الوقت بدأت التنمية تأخذ دورها كأهم أولويات الامم المتحدة، حتى وصلت مراحل مهمة من النضج لدرجة أن الحديث الان عن ضمّ التنمية البشرية الى الجيل الثالث من حقوق الانسان.

ترى منظمة أفق أن اللبس في مفهوم التنمية البشرية يؤدي لكثير من التأخير والارباك في تبني مفاهيمها، والعمل لتحقيقها.. لذلك أجرت منظمتنا بجهد فردي وبمواردها الذاتية استطلاع رأي شمل 1148 شخص.

نتائج الاستبيان:

  • شمل الاستبيان 1148 شخص، 54% منهم تتراوح اعمارهم 15-25 سنة و 34.2% منهم أعمارهم 25-35 سنة.
  • 65% من المشاركين يحملون شهادة جامعية، و 20% منهم شهادة اعدادية، وهناك 7% من المشاركين من حملة الشهادات العليا.
  • يعتقد 10% من المشاركين في الاستبيان أن التنمية البشرية ليست شيئاً جيداً، و 31% ليسوا متأكدين وأجابوا بــ ربما، وهناك 55% يعتقدون أنها شيء جيد.
  • 25% من عينة الاستبيان تعتقد أن نطاق التنمية هو الفرد فقط -هذا مبني على فهم التنمية كجلسات تحفيز فقط- بينما 58% يعتقدون أن نطاقها المجتمع.
  • في سؤال حول تعريف التنمية يعتقد 14% أنه يمكن تعريفها على أنها علمٌ زائف، و 38% يعتقدون أنها تحفيز نفسي هذا يجعل نسبة من يفهمون التنمية بشكل خاطيء 52% من المشاركين في الاستبيان.
  • 17% حصلوا على مفهوم التنمية من مواقع التواصل الاجتماعي، و 3.5% فقط قالوا انهم فهموها من مواقع رسمية لمنظمات ومؤسسات.. وأغلبهم ذكر أنه حصل على فهمه من مصادر متنوعة.

 

ومن منطلق تبني منظمة أفق للتنمية البشرية كهدف وجزء من مهمتها كمؤسسة، نعتقد أن هناك الكثير من الاجراءات الواجبة، أهمها أن تكون هناك حملة باللغة العربية توازي الترويج للتنمية باللغات الاخرى لفك الاشتباك المفاهيمي ولتوضيح التنمية وعملها ولماذا يجب أن نعمل عليها.

ندعو جميع الجهات ذات العلاقة من مؤسسات حكومية ومنظمات الامم المتحدة، والمنظمات الدولية والمحلية أن تعمل مع منظمة أفق على هذا الموضوع، حيث يمكننا القول بأسف أننا قد نكون المنظمة الوحيدة حتى الآن التي تعتقد أن هذه مشكلة حقيقية تؤثر في تقبل المجتمع للتنمية وأهدافها، سيما بين الشباب والمتعلمين.

 

لتحميل ملف نتائج الاستبيان ممثلاً بالصور وبالأرقام اضغط هنا: ارقام عن التنمية البشرية