لنقف معاً ضد التصحر

دعوة لتحرك عاجل

يواجه العراق منذ عقود مخاطر بيئية مقلقة، تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، تحديات يفرضها تغير المناخ، كارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار وشحة المياه وملوحة الاراضي وزيادة نسبة العواصف الرملية والترابية والكوارث الناجمة عنها، وما ينجم عن هذه التحديات من كوارث بشرية متعلقة بنقص الغذاء، والهجرات الداخلية والخارجية، إضافة إلى التدهور الاقتصادي والأمني وغيرها الكثير من المشاكل المصاحبة للكوارث البيئية. حيث ذكرت وزارة الزراعة أن المساحة المزروعة لسنة 2021 أقل من 3 ملايين دونم، مقارنة بعام 2019 قرابة 15 مليون دونم. وذكرت وزارة الموارد المائية أن :” الخزين المائي المتاح هو اقل بكثير مما لدينا العام الماضي بحوالي 50 بالمئة بسبب قلة الامطار و الواردات القليلة من دول الجوار”، ناهيك عن الاستخدام غير المخطط للمياه الجوفية.
ليس سراً ولا هو أمر يصعب ملاحظته من قبل الجميع، أن أعراض الجفاف الخطيرة بدأت بالظهور بشكل متسارع، وخصوصاً انخفاض مستوى مياه الأنهر، وجفاف المسطحات المائية، وتناقص المساحات المزروعة، وتزايد وتيرة العواصف الرملية بشكل يدعو للقلق، يقابل هذا سكون وتقاعس من قبل مؤسسات الدولة جميعها، قبالة هذا الخطر الداهم والمدمر.
لم يبدِ العراق رد فعلٍ مناسب على المستوى الحكومي، في الوصول إلى تشارك عادل للموارد المائية العذبة مع دول المنبع التي تشاركنا مياه دجلة والفرات وفروعهما وروافدهما. فلم يقم العراق بالضغط الكافي لإيقاف بناء السدود الجائر، أو الحد من المشاريع الإروائية التي تضر بحصة العراق المائية، كذلك فشلت في تطبيق سياسة مائية داخلية محكمة تحدّ من حجم الخسائر. مجلس النواب العراقي أيضاً لم يكن لهُ دورٌ واضح في سد النقص التشريعي الضامن لبيئة طبيعية صحية، ولاستخدام عادلٍ للموارد المائية، حيث أن العراق حتى الآن لم ينضم قانون سياسة الموارد المائية، التي أشارت له المادة 114 في الفقرة سابعاً. ودوره الرقابي لم يكن أحسن حالاً.
لهذا ولغيره، ولإيماننا بأن المجتمع المدني هو خط دفاعٍ أساسي عن الإنسان ووجوده، نعتقد أن على جميع نشطاء ومؤسسات المجتمع المدني، منظماتٍ وشبكات، نقاباتٍ وجمعيات، وأفراد، أن نقوم بدورنا بالضغط على مؤسسات الدولة للقيام بدورها، ومعالجة الأزمة قبل تفاقمها، وتحمّل مسؤولياتنا أمام المجتمع، مستثمرين قدراتنا ومواردنا وخبراتنا. من هذا المنطلق وليكون لنا تحركٌ يتناسب مع الخطر الذي يهدد حياتنا جميعاً، بل يهدد وجودنا ووجود هذه الأرض، ندعوكم جميعاً زملائنا وزميلاتنا، أن نأخذ كل التدابير اللازمة لأن نوجه كل قدراتنا باتجاه الضغط على مؤسسات الدولة العراقية، والمجتمع الدولي، بأن تُتخذ كل الإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة التغير المناخي، ومكافحة الجفاف والتصحر في العراق. ندعوكم جميعاً بأن نتكاتف لتحقيق هدفنا في حماية وجودنا على هذه الأرض، والحد من المخاطر البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ونقترح بهذا الخصوص أن تبني جميع مؤسسات المجتمع المدني خططاً عاجلة ليكون لها دورٌ في هذه المعركة، هذه الدعوة مفتوحة لمؤسسات المجتمع المدني والناشطين والفرق التطوعية، أن نقوم بتوحيد قوانا، واعداد رؤية وخطة مشتركة، للقيام بخطواتٍ تحقق الأثر السريع والحيوي في عكس وتيرة تغير المناخ المتسارعة في العراق. متسلحين بالإيمان بقدرتنا على تحقيق النتائج المرجوة، فكما تحملنا مسؤولياتنا في مواجهة الإرهاب، علينا أن نقوم بدورنا مرةً أخرى، بنفس الهمة.

للتنسيق، راسلنا على:
ufuq@ufuqorg.org